الصفحة الرئيسية » » الحوزة الدينية ... في عصر التنوير

الحوزة الدينية ... في عصر التنوير

كتب الموضوع بواسطة Safaa M. Albadry الأحد، 26 يوليو 2015 | 5:56 ص

ان الايام التي تعيشها الحوزة العلمية الشيعية هي من الفترات التي لا تتجاوز اهميتُها خطورتَها ، فالحوزة تعيش مرحلة انتقال بين عصرين لا بد لها من الخوض في مضماريهما ، بين التقية و التنوير .. فهي تعيش المشاركة في صناعة التأريخ الشيعي العالمي الجديد ، و تقرر بدقة و تفاني مصير الطائفة ،رغم انه لا اشكال ان ذلك كله لا يخلو من الالطاف و المقدرات الالهية ، فالثورة العقائدية التي تحملتها المرجعية الدينية ، و القيادات العليا في الحوزة العلمية هي مسؤولية عظيمة .. و في هذه الظروف فهي دقيقة في انتقاء الالفاظ و المفردات كما هي دقيقة في اصدار القرارات ، و كدقتها كذلك في طرحها العقائدي و تفانيها المتواصل في نشر التشيع .. 
لا يخفى ان زعامة الحوزة العلمية  في اواخر القرن الماضي قد اتخذت اتجاهين ، ان لم نقل انهما متعاكسين قلنا انهما مكملين لبعضهما ان صح ذلك القول .. الاتجاه الاول المتمثل بزعامة حوزة النجف الاشرف التي اختارت اعتزال السياسة و اكتفائها بتوجيه النصائح و الارشادات السياسية ، و اختارت العمل المتفاني في نشر التشيع و تحملت مسؤولية ايصال صوت الحق الالهي الى العالم قاطبة ، فها هي المراكز و المؤسسات التي عملت بجهد متواصل في اواخر القرن الماضي و في القرن الحالي ، حيث ارسلت العلماء و الباحثين المتبصرين و استفادت من الدارسين المستبصرين الى اخر بقاع الارض ، هجروا الاوطان و سكنوا بلاد الغربة و يعملون بتفاني لنشر الاسلام الصادق .. 
يقابلها المرجعية السياسية ،الجهادية التي اختارت الطريق السياسي هادفة الى صناعة مركز قوة و صوت عالمي مسموع و معتبر للشيعة ، هادفة بذلك الى الوقوف بوجه الاعتداءات المستمرة على الطائفة التي لم يخلُ منها التأريخ كما لم يخلُ منها الحاضر . و كذلك الى رفع الظلم عن المستضعفين الشيعة .. 
و لكن السؤال الذي يطرح نفسه في خضم هذا السرد المتواصل ، هل رفع الظلم عن الطائفة ؟ هل هذه التوجهات الحوزوية كافية ؟! و لعل البعض يقول " هل حالنا افضل ؟! " 
الواقع اننا ان كنا فعلاً منتظرين  لان يرفع الظلم و الاستضعاف عن الطائفة علينا ان نتحرك ، بيد ان حركة الحوزة العلمية ما هي الا بصيص أمل ، فالمرجعية الدينية كانت على مرّ التأريخ لها حركات مشابهة ، و ان كانت التقية غالبة عليها و ان كانت اقل شمولية من الوقت الحاضر و لكن هذه التحركات و هذه المحاولات لا بد ان يكون المؤمنين جزءاً منها .. 
المسؤولية الملقاة على عاتق الانسان الشيعي أكبر من حد تصوره بكثير ، فلا بد للعوام من المشاركة في هذه الحركات و الاجتهاد بالدراسة و البحث في مختلف الجوانب الدينية و لا بد له من ان يأخذ دوره الفعّال في هذه المرحلة .. و ذلك ان طريق توعية الاخر و توجيهه و تفعيل دور المناقشة و المناظرة في نشر العقيدة السليمة . 
يبدأ ذلك بالفعل بتوجه الانسان الشيعي اولا الى اصلاح نفسه من بعض الأمور التي تتطلب الاصلاح و الاجتهاد في الابتعاد عن الذنوب و الآثام و الاعتبار بمواعظ اهل البيت صلوات الله عليهم ، و الاقتداء بهم و جعلهم الوسيلة الاولى لنشر الاسلام السليم .. 
فلتعلم اخي المؤمن انك ان لم تقاتل في ساحات القتال بدعوى ان الجهاد كفائي ، فانه ان كان مجزءاً عن فعل القتال فانه لم يجزء عن فعل الاولى بك و هو التفقه في الدين و دراسة العقيدة و صناعة قاعدة ثقافية دينية تستند الى مبادئ علمية سليمة ، و من ثم استعمال اسلوب الطرح و المناظرة و الجدال بالتي هي احسن لنشر الاسلام الصحيح . و ذلك باستعمال الادلة العقلية و النقلية كما اعتاد على ذلك العلماء ..
قال تعالى في كتابه الكريم 
وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون  ) التوبة | 122
إذا أعجبك الموضوع المرجو نشره :
 
Support : Your Link | Your Link | Your Link
copyright © 2013. الشاعر صفاء البدري - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website Published by Mas Template
معرب بواسطة مدونة عبان رضوان