قواربٌ مطاطيةٌ ، مياهُ البحرِ التي تمتدُ الى الافق ، سماءٌ زرقاءٌ ، هذا كلّ ما يشاهدُه الابنُ العاق الذي اضطرَهُ جفاءُ ابيه الى مغادرته ليتركَه يخوضُ غمارَ الحزنِ و اليأسِ ، الشخصيةُ العراقيةُ ما بين اليائسِ القانطِ الذي يحاولُ انتشالَ نفسه من العدمِ ليُسَخّر كلَّ شبابِهِ لخدمةِ بلدٍ يقدّرُ ثمناً لحياتهِ ، اعلى من الذي دفعَه له موطنُهُ ( اللا شئ ) ، يقفُ على الحدودِ و يلتفتُ الى الوراءِ للمرةِ الاخيرةِ تقول عينُه : " و داعاً حبيبي " او بتعبير لسانه : " الله لا يرجعنا " ، و كذلك هو .. ذهابٌ بلا إياب ... و بين ذلك الاخرُ الذي يحاولُ الصمودَ على اعتابِ الموتِ ! ، يبذلُ قصارى جهدَه ليحافظُ على اخرِ ما تبقّى له من هويتَه الممزقة ، مؤمناً بأنَّ الوطنَ لا يزالُ محفوظَ الكرامة الا انّه يطلبُ منهم المزيدَ من التضحيات - من دونِ ان يعدهم بحياةٍ كريمةٍ - و ها هم ، ما ارخصُ دماءَهم . لا يعلمُ احدٌ لِمَ الاصرارُ على البقاءِ ، حبُّ الوطن ؟ ام تعففاً من ذلّ الغربةِ ؟! اذا كان حباً فيبدو ان ذلك الاب ( الوطن ) الذي ربّاهم على حبِّه يستحقُّ ان يكونوا ابناءاً له ..
الصفحة الرئيسية »
ابحاث و مقالات
» ما بين و بين ... ضاع العراق