الصفحة الرئيسية » » (فراشةُ الحيّ)

(فراشةُ الحيّ)

كتب الموضوع بواسطة Safaa M. Albadry الخميس، 12 نوفمبر 2015 | 12:22 م





كانت تطوف فراشةٌ في حيّنا
بوحاً بحبي في الديار تطيرُ
و تحوم حول البيت كلَّ مرادها
و كأن بيتي للفراش زهورُ
أصبيّةٌ في الحي ترقص حولنا
و كأن نجماً في السماء يدور
حسنٌ لديها من هُيام لحاظها
بدرٌ تلألأ و الجمالُ كثيرُ
و انا اقابلها بكلّ مغبةٍ
فكانما صدّ الفؤادَ غرورُ
كانت ككُلِّ المترفات ، اذا مشت
تمشي الهوينا ، و اللباس حريرُ
يفترُّ حول الرأس غصنٌ مزهرٌ
فهو الذي لجبينها مأسورُ
احتارُ في قمر يدور ببانةٍ
يحتارُ في ميّادها الديجورُ
و اللؤلؤُ المنظومُ يحسدُ جيدَها
فيه الجمالُ تزاحمٌ و حضورُ
خُفّي علينا من جمالك ، سكّنِي
بحراً تهيَّجَ في هواك يثورُ
يا شمعةً ملأ الديارَ ضياؤُها
او كوكباً وسطَ السماء يُنيرُ
او جدولاً تزهو وروداً حوله
عطشاً يثير العاشقين هديرُ
ستُقالُ عني في القصائد قصةٌ
عن شاعرٍ قد ضيعته بحورُ
فكأنما جاءت تريد قصائدي
عتباً و عَتْبُ الموجَعَاتِ مريرُ
قالت عجيبٌ لا يحنّ فؤادُكم
قلت هوانُ القلب فيه قُصورُ
قالت تُثيرُ القلبَ انفاسُ الهوى
قلت و لا حتى العبير يثيرُ
قالت فوقعُ الصوت في اذانِكُم
قلتُ كأنّ الخافقاتِ صخورُ
اكذا تُباعدنا السنينُ فتنقضي
بينا تُخادعُ في القصيدِ صدورُ
و انا اكابد في المِراء تجلُّداً
و الليل يفضح مَن مِراهُ نفورُ
فكإنما بعد الشباب مصيرنا
حبٌ كتومٌ تحتويه قبورُ
و العُجْبُ إنّا في الوفاة لقاءُنا
و كم انتظارٌ للقاء يُضيرُ

إذا أعجبك الموضوع المرجو نشره :
 
Support : Your Link | Your Link | Your Link
copyright © 2013. الشاعر صفاء البدري - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website Published by Mas Template
معرب بواسطة مدونة عبان رضوان