الصفحة الرئيسية » » الأمة الاسلامية ... في مشروع الوحدة ( الاسلامية )

الأمة الاسلامية ... في مشروع الوحدة ( الاسلامية )

كتب الموضوع بواسطة Safaa M. Albadry الجمعة، 31 يوليو 2015 | 8:28 ص



بعيداً عن ظلمة السياسة ، و كبرياء الرئاسة .. بعيداً عن المجاملات التي لا تحسن سوى اضعاف الدين في نفوسنا و اتلاف العقيدة في الاجيال القادمة ، فإن طرح مشروع الوحدة الاسلامية الذي يعتبر محل اهتمام اغلب ابناء الملّة اليوم ، مشروع لا يخلو من الريبة ، و ان كان يبدو للبعض ان فيه الصلاح للامة و حقناً لدماء الطائفة ، كما هو ظنّهم ، الذي ان كان له اصل في الواقع فهو مشروع دنيوي ليس الا ، بل تعدى كونه دنيوياً ليتبنى سلسلة من التنازلات العقائدية . 
على وجه العموم ، فإن صحَّ هذا المشروع ( و لو فرضاً ) فلا بد من توفر مجموعة من الشرائط التي تعتبر ركائز كينونته و بدونها فإن احداثة مشكل ... 
يجب ان يكون هناك اقرار واسع المكانة في نفوس المؤسسين و الداعين الى هذا المشروع بأنه مشروع حادث جديد في العقيدة ، و لا اساس له في اصل الأسلام الصادق . قد يرى البعض ان هذه النكته ليست بتلك الاهمية التي تستحق ان تتصدر المرتبة الاولى من شروط طرح المشروع ، لكن الالتفات لهذا الموضوع مهم جداً لان الامر الذي يبنى على اساس الحادث الجديد لا بد ان يتفق عليه جميع المسلمين كونه مشروع هدفه الاول هو الانسان المسلم ، و كون المشروع لا أصل له ، فالاسلام قد عرّف نفسه ، و المسلمين من اتبعوا الاصل في ذلك التعريف ...
الوحدة تكون في الاجتماع على الحق لا بالعدول الى الباطل ، و بصورة اوضح فالمشروع لا بد ان يكون ( مشروع اعتدال لا مشروع عدول ) .. 
نعم ، يمكن ان تكون هناك وحدة اسلامية و لكن تحت راية الاسلام الصادق .. فان الطائفة الامامية في اصولها لا تعتقد ان جاحدي امامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) او احد الأئمة الطاهرين هم من المسلمين ، بل انهم ضالون و في النار مخلدون [١] 
و إن كانت تنطبق عليهم الاحكام الفقهية الاسلامية ، و لهم ما للمسلم و عليهم ما عليه في الاحكام الفقهية . 
و الواقع يرينا ان مشروع الوحدة الاسلامية وليد طرف واحد ، و هذا مشكل ، كون هذا النوع من التبني يفرض على الطرف المعني بالاصدار ، تنازلات كثيرة كونه صاحب المبادرة و هو صاحب الاهداف لا الطرف الاخر .. 
امّا الواقع في صحّة هذا المشروع فيبدو انه لا اصل له من الصحة و الدعوى ب( ان الالتزام به اوجب من تركه ) انما هي دعوى باطلة غير ملزمة . و لا نحتاج للاكثار من الجدال في هذا الامر فاحتمال حصوله ضعيف جداً ، لان طاولة الحوار العقائدي اصبحت مستهلكة و باتت الامور و الشبهات واضحة جليّة . و لا يمكن تحقيق هذا المشروع الا بالعدول الى الباطل و العياذ بالله او الاعتدال الى الحق الذي هو محل الطرح و لا اشكال فيه .

[١] : راجع كتاب اوائل المقالات للشيخ المفيد ( قده) في باب القول في جاحدي الامامة
إذا أعجبك الموضوع المرجو نشره :
 
Support : Your Link | Your Link | Your Link
copyright © 2013. الشاعر صفاء البدري - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website Published by Mas Template
معرب بواسطة مدونة عبان رضوان