بين الربيعين قد بان الخفا فيها ... نفس الى الحرب في شوق مآقيها
نفس الى الله ما ملت له طلباً ... تسعى الى الحُرّ ما خابت مساعيها
تسعى الى من سقا عطشانَه املاً ...في البعد تبكيه ما قد كان يدنيها
عتابُها الشوقُ نفسي بعد ما جَزعتْ ...عجّل عليها فانَّ الشوقَ يؤذيها
في الهجرِ لا يُرضِها نومٌ و لا سهرٌ ... سيانَ في العمرِ ايامٌ لتَفنيها
بالدمعِ قد أغرقت طرفيَّ من كمدٍ ... و الطرفُ لو الزمتْ ما كان يعصيها
سجّيلُ ما حُمّلت ، دمعٌ بمنطِقِها ... ثأراً من النفسِ عن ذنبٍ لماضيها
في ثورةِ الحزنِ صلالٌ يؤازرها ... سيفٌ به الخضبُ قد ابدى تَفَانيها
و الخلق قد خانهم بين الدعاة الى ... كفرٍ عقولٌ تخال الامر مرضيها
و العقل ما فتئت تفنى مناهجه ... ما دام قلب خلا من حب مهديها
فالعقلُ كيف دعا ريبٌ مناقضه ... و القلب قد اُلفت دعواه مُنجيها
فالامر بينهما وصلاً مراجعةً ... قد خاب دونهما بالقطع مبديها