الصفحة الرئيسية » , » الطالب الهندي في طب الكندي - نثر

الطالب الهندي في طب الكندي - نثر

كتب الموضوع بواسطة Safaa M. Albadry الجمعة، 11 سبتمبر 2015 | 10:59 ص

لا اقصد الاساءة للكادر التدريسي او شخص معين و لكن فقط مجرد طرح ادبي هزلي ، و وصف لمعاناة الطلاب بشكل سرد تاريخي ، اتمنى لكم متعة القراءة ... 

مقتبس من كتاب " الطالب الهندي في طب الكندي "

عند تساقط اخر وريقات خريف ٤١٥ بعد الميلاد ... 
عامٌ جديد مع مجموعة من المشردين و الفقراء و المهجرين الهنود ... في المدرسة الطبية الواقعة في المدينة الخضراء او ما يعرف هذه الايام " الزوراء " التابعة لولاية باخمرا التي استحوذ عليها امير ولاية الجوزجان المعروف بال ( الآخند الافغاني ، يعود اصله لمدينة كنده اليعربية ) بعد تهجير اليهود منها و تهديم مصانع الخمر .. 
يحكى انه كان جباراً يحكم بقسوته ، و استطاع السيطرة على ولايات كثيرة ، الا بعض دويلات من شبه القارة الهندية ، التي لم يتمكن الا من السيطرة على قرى صغيرة منها و التي كانت لا تخلو من الثائرين .. 
ابتكر هذا القائد الفطن اسلوباً جديداً في تعذيب الثائرين و استطاع الهاءهم عن مقارعة جيش الامير بسيوفهم و نبالهم المتراشقة ، بلا رحمة و لا تراجع .. و ذلك باسرهم و ارسالهم الى ولاية باخمرا ، حيث قام بتأسيس مدرسة طبية يقال انها اقيمت على ارض اربع ثكنات عسكرية تم الغاءها و تحويل ارضها الى مدرسة طبية ، تعرف هذه الايام بالمدرسة الطبية الكنداوية او ( طب الكندي ) تيمناً باصول الاخند اليعربية ... اسسها عام ٢٩٨ بعد الميلاد و قيل انذاك انها اسست لتعليم الاصول في العلوم الطبية و علم العقاقير ، و جعل من قيادتها نظام عسكري متشدد على جميع الاعراق الهندية ، و لكن مما جعل الاخند يشتاط غضباً ان الهنود قد امتازوا بذكاء و تفوق مذهل رغم كل التعذيب الذي قام به اتباع الاخند عليهم ، مما جعل الاخند يتوجه الى ولاية باخمرا و اصدر قراراً بجعل المدرسة الطبية تحت ادارته مباشرة .. و في يوم عاصف مترب كبقية ايام المدرسة وقف الاخند الافغاني على احد جدران المدرسة المعروف ب ( جدار الاسى ) في البناية الاولى التابعة لثكنة القائد العسكري شهبندار ، و نادى بمجلس الحاشية ، الذي يعرف هذه الايام بمجلس العموم او مجلس المدرسة ، و اقترح عليهم ان يقوموا بوضع حد لطموحات الهنود التمددية ، و امنياتهم الوضيعة ، و ذلك بوضع حدود لتقييم الطلاب الهنود حتى لا يجتازوه ، حتى يبقى طموح التفوق لديهم معدوم او ضمن الحدود التي عينها الاخند ... و حتى هذه الايام التي نعيشها من عام ٤١٥ بعد الميلاد ، يبقى الاخند الافغاني الاب الروحي و المعلم الاول لقيادة مجلس العموم ، و الطلاب الهنود ما زالوا يعانون من قرارات جدار الاسى .. 
يقف احد الثائرين الهنود الى جانب جدار الاسى ... يحمل ورقة متهرئة كان قد خبأها من الخريف السابق من عام ٤١٤ بعد الميلاد ، يلتفت يمينا و يساراً خائفاً من اسطورة عين القائد شهبندار المدفونة في حائط الاسى ، التي تراقب كل الثائرين الذين يحاولون الانقلاب على حكومة مجلس العموم .. يخاطب هذا الجدار و يترجاه ان ينفك من ارعاب الهنود بصدى صوت الاخند .. و السماح لهم بالعودة الى ديارهم سالمين بعد فقدان اسلافهم في سجون الاخند التي يتنافس فيها الهنود مع غيرهم لتحصيل مرتبة البلاغة في علوم الطب ... 

( صفاء البدري )
إذا أعجبك الموضوع المرجو نشره :
 
Support : Your Link | Your Link | Your Link
copyright © 2013. الشاعر صفاء البدري - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website Published by Mas Template
معرب بواسطة مدونة عبان رضوان